Haydar Haydar |
حتمية التحول العالمي نحو الطاقات المتجدده
لا يخفى على متابع في شؤون الطاقه كيف بدأ فيه
العالم يخطو بخطوات متسارعه الى عملية انتقال كبرى في الاعتماد على انواع الطاقه المتجدده
وهذا التحول، الذي يرتكز عليه نمو غير مسبوق الى هذه الطاقات المتجددة، يستعد لتعزيزه
من خلال تنفيذ المعاهدات الدوليه المختلفه لاسيما التي حدثت تحت مظلة الامم
المتحده واخرها تاثيرا هو اتفاق باريس وكذلك أهداف التنمية المستدامة والسير نحو
عالم يستخدم الطاقه المتجدده 100%
عام 2050 كما قررت الولايات المتحده الامريكيه وبعض
البلدان الاخرى .
الغازات المنبعثه حسب النشاط الصناعي |
الرؤيه والتطبيق
إن ادارة
رؤية عالمية طويلة الأجل وتطبيقها لتحويل قطاع الطاقة بما يتماشى مع التوصيات والأهداف
أمر مهم جدا نظرا لأن الطاقة مسؤولة نسبة ضخمه من الانبعاثات الكربونيه بالعالم . وفي
هذا السياق، خلصت الدراسة الجديدة التي أعدتها الوكالة الدولية للطاقة المتجددة بالتعاون
مع الوكالة الدولية للطاقة بناء على طلب من رئاسة مجموعة العشرين الألمانية بعنوان
"آفاق التحول في الطاقة: احتياجات الاستثمار لنظام طاقة منخفض الكربون" إلى
أن إزالة الكربون من قطاع الطاقة 2050، تمشيا مع هدف "أقل من 2 درجة مئوية" من اتفاق باريس، هو ممكن من الناحيتين التقنية وجذابة
اقتصاديا.
الواقع الحالي للطاقه المتجدده بالارقام
وقد ادت الحركه
التجاريه النشطه للطاقة المتجددة في السنوات الأخيرة، مع انخفاض التكاليف الى دفع انتشارها إلى مستويات لم يسبق لها مثيل. وقد بلغ الاستثمار في مصادر الطاقة المتجددة
رقما قياسيا بلغ 348
مليار دولار في عام 2015 وبينما كان هناك تراجع في إجمالي
الاستثمارات العالمية في عام 2016، فإن الانخفاض المستمر في التكاليف يعني أننا
نحصل الآن على مزيد من الطاقة لكل دولار مستثمر، مع انخفاض تكاليف وحدات الطاقة الشمسية
الكهروضوئية بمقدار 80%
منذ عام 2009،
وتكاليف توربينات الرياح بنسبة الثلث تقريبا. في الواقع، زادت الطاقة المولدة للطاقة
المتجددة بمقدار 161
جيجاوات في العام الماضي، مما يجعل عام 2016 أقوى عام على
الإطلاق لإضافات جديدة للطاقة. وفي إشارة إلى الطابع العالمي لهذه الفرصة التحويلية،
جاء أكثر من نصف هذه القدرة الجديدة من البلدان النامية.
التحول التدريجي نحو الطاقات المتجدده 2050 |
ازدهار سوق عمالة الطاقات المتجدده |
نتائج اقتصاديه واجتماعيه
والاقتصادیة
التي یمکن أن تحققھا.حيث ان إزالة الكربون من قطاع الطاقة بحلول عام 2050 يمكن أن يعزز الناتج المحلي
الإجمالي العالمي بنسبة 0.8%، أي ما يعادل 19 تريليون دولار تقريبا زيادة في النشاط الاقتصادي.
وفي حين أن صافي الاستثمارات الإضافية اللازمة لإجراء عملية الانتقال سيبلغ 29 تريليون دولار خلال الفترة
2050-2015، فإن الوفورات الكبيرة الناجمة
عن انخفاض الآثار الصحية الناجمة عن تلوث الهواء وتغير المناخ ستتجاوز التكاليف. وعلاوة
على ذلك، ستكون وظائف الطاقة المتجددة حوالي 26 مليون وظيفة بحلول عام 2050 مقارنة ب 10 ملايين وظيفة تقريبا اليوم،
مما يخلق فرص عمل تشتد الحاجة اليها في جميع انحاء العالم ،وإذا تأخرنا في
العمل، فإن التكلفة ستكون أعلى بكثير. ولذلك من الضروري أن نكثف جهودنا لتشجيع الابتكار،
ليس فقط في مجال التكنولوجيا، بل أيضا في السياسات ونماذج الأعمال وتصميم الأسواق.
ويمكن للحلول المبتكرة أن تساعد على دمج حصص أعلى من الطاقة المتجددة المتغيرة في أنظمة
الطاقة. ويمكن لأطر السياسات المبتكرة أن تجتذب الاستثمارات وتدفع التخفيضات في التكاليف
وتساعد على الإسراع بنشر مصادر الطاقة المتجددة في قطاعات الاستخدام النهائي مثل النقل
والصناعة والمباني حيثما تكون متخلفة.
الخلاصه :
عندما ننهج سياسة اقتصادية
سليمة فان من شأنها أن تضع الأساس للنمو المستدام والازدهار للأجيال القادمة. ومن شأن العمل
المنسق الذي تقوم به بلدان العالم مجتمعة ان يدفع الطاقة المتجددة الى امام و يسهم
في جعل هذه الرؤية حقيقة واقعة، ولتحقيق مستقبلنا المستدام للطاقة.
المصدر
تقارير الوكاله الدوليه للطاقه المتجدده والمنظمات التابعه لها