الأربعاء، 11 أبريل 2018

الطاقات المتجدده 2018 .. نمو متصاعد

المهندس / حيدر حرز يوسف
باحث في مجال الطاقات المتجدده
engineerhaydar01@gmail.com      


     الطاقات المتجدده .. 2018

              نمو متصاعد                




بحلول نهاية عام 2017 وبداية 2018، زادت القدرة العالمية على توليد الطاقات المتجددة بمقدار 167GW  في جميع أنحاء العالم و يمثل هذا معدل نمو سنوي يبلغ حوالي 8.3% ، وهو المعدل لمدة سبع سنوات متتالية على التوالي ، وفقًا للبيانات الجديدة الصادرة عن الوكالة الدولية للطاقة المتجددة  .
 أن هذه البيانات تؤكد أن التحول العالمي في الطاقة مستمر في التقدم بسرعة ، وذلك بفضل انخفاض الأسعار بشكل سريع  والتحسينات التكنولوجية ، وبيئة سياسية دوليه مشجعه بشكل متزايد حيث إن الطاقة المتجددة هي الآن الحل للدول التي تسعى إلى دعم النمو الاقتصادي وخلق فرص العمل ، تماماً كما هو الحال بالنسبة لأولئك الذين يسعون إلى الحد من انبعاثات الكربون  والحد من تلوث الهواء وتحسين أمن الطاقة والوثوقيه في استمرار الامدادات وعلى الرغم من هذه المؤشرات الواضحه والداله على القوة في قطاع توليد الطاقة ، فإن التحول الكامل في الطاقة يتجاوز الطاقة الكهربائية ليشمل قطاعات الاستخدام النهائي للتدفئة والتبريد والنقل ، حيث توجد فرصة كبيرة لنمو مصادر الطاقات المتجددة عالميا اكبر من اي وقت اخر .

موقف الطاقات المتجدده 2018


نمت الطاقة الشمسية الكهروضوئية (PV) بنسبة هائلة بلغت 32 ٪ في عام 2017 ، تليها طاقة الرياح ، والتي نمت بنسبة 10 ٪. ويكمن وراء هذا النمو تخفيضات كبيرة في التكاليف ، ولو اخذنا فترة السبع سنوات 2010 – 2017 حيث انخفضت تكلفة  الطاقة الشمسية الكهروضوئية بنسبة 73٪ ، والرياح البرية بنحو 25% ،وأصبحت كلتا التقنيتين الآن ضمن نطاق تكلفة الطاقة المولدة من الوقود التقليدي كالنفط والغاز والفحم .
استمرت الصين في قيادة الإضافات العالمية للقدرات ، حيث قامت بتركيب ما يقرب من نصف الطاقة المتجدده الجديدة في عام 2017 كذلك الهند مثلت 10٪ من هذه الإضافات ، ومعظمها في الطاقة الشمسية وطاقة الرياح حيث استحوذت آسيا على 64٪ من الإضافات الجديدة في عام 2017 ، بعد أن كانت 58٪ في عام 2016 وأضافت أوروبا 24GW من السعة الجديدة في عام 2017 وتاتي بعدها أمريكا الشمالية بـ 16GW كذلك وضعت البرازيل نفسها على طريق الانتشار المتجدد المتسارع  وتركيب 1GW  بزيادة عشرة أضعاف عن العام السابق.
و شهدت الطاقة المتجددة خارج الشبكة Off Grid نموًا غير مسبوق في عام 2017 ، حيث يقدر عدد العملاء الذين يعملون خارج الشبكة  GW6.6  ويمثل هذا نموًا بنسبة 10٪ عن العام الماضي ، مع استخدام 146 مليون شخص حاليًا مصادر الطاقة المتجددة خارج الشبكة Off Grid .

النمو حسب النوع :

طاقة الرياح: تم تركيب ثلاثة أرباع الطاقة الجديدة لطاقة الرياح في خمسة بلدان: الصين 15GW ؛ الولايات المتحدة الأمريكية 6GW ألمانيا 6GW المملكة المتحدة 4GW ؛ والهند 4GW. كما قامت البرازيل وفرنسا بتركيب أكثر من 1GW.


 الطاقة الحيوية: ظلت آسيا المتصدره ، مع زيادة قدرها 2.1GW في الصين و  0.51GW في الهند و 0.43GW في تايلاند. كما ازدادت الطاقة الحيوية في أوروبا 1GW وأمريكا الجنوبيه 0.5GW


الطاقة الكهرومائية: ان كمية الطاقة المائية الجديدة التي تم تشغيلها في عام 2017 هي أدنى مستوى شهدته في العقد الماضي و استمرت البرازيل والصين في حساب معظم هذا التوسع 12.4GW أو 60% من جميع القدرات الجديدة. كما زادت القدرة المائية بأكثر من 1GW في أنغولا والهند.

الطاقة الشمسية: واصلت آسيا السيطرة على التوسع في الطاقة الشمسية العالمية ، بزيادة 72GW حيث استأثرت ثلاثة بلدان بمعظم هذا النمو ، مع زيادة قدرها 53GW في  الصين  و 9.6GW في الهند و 7GW في اليابان. استأثرت الصين وحدها بأكثر من نصف الطاقة الشمسية الجديدة التي تم تركيبها في عام 2017 وشملت الدول الأخرى التي قامت بتثبيت أكثر من 1GW  من الطاقة الشمسية في عام 2017 الولايات المتحدة الأمريكية 8.2GW ؛ تركيا 2.6GW ألمانيا 1.7GW أستراليا 1.2GW ؛ كوريا الجنوبية 1.1GW والبرازيل 1GW.

الطاقة الحرارية الأرضية: زادت الطاقة الحرارية الأرضية  Geothermal energy بمقدار 0.64GW في عام 2017 ، مع توسعات كبيرة في إندونيسيا 0.36GW  وتركيا      0.243GW حيث اجتازت تركيا مستوى الطاقة الحرارية الأرضية 1GW واندونيسيا تقترب بسرعة من 2 GW.

الخلاصه :

واخيرا ولس اخرا فان العالم يسير بالركب نحو القمه في تغيير مفهوم الاعتماد على الطاقه بمفاهيم جديده وعقول منفتحه نحو الافضل والاحسن في مجال توليد الطاقه نحو اهداف محدده من تامين الطاقه والحد من التلوث ومنع الاحتكار والاعتماد كلما امكن على مصادر متجدده موجوده في كل حدب وصوب ويملكها الغني والفقير .


المصادر : 

- تقارير الوكاله الدوليه للطاقات المتجدده IRENA


الثلاثاء، 3 أبريل 2018

الرابح والخاسر في ثورة الطاقات المتجدده

Haydar Haydar


الرابح والخاسر في ثورة الطاقات المتجدده

المهندس            
حيدر حرز يوسف        
مهندس استشاري في مجال الطاقه
engineerhaydar01@gmail.com

في نظرة مستقبلية واقعية ممكن ان نتوصل الى ان اهم انواع الوقود الاحفوري الذي تستند عليه الحضاره حاليا  وهوالنفط والغاز ممكن ان يكونان قابلان للانهيار وفي اي لحظه وهما اصلا غير متاحين في كل مكان وهذا يثير الشعور لدى الدول المستهلكة أن شح النفط يجعلها أكثر عرضة للخطر ومنذ الحظر النفطي العربي في عام 1973 تم تطبيق سياسات غربيه اكثر صرامه مثل "مبدأ كارتر" التي أعلنها الرئيس  الامريكي انذاك جيمي كارتر آنذاك في عام 1980 ، والتي أكدت حق الولايات المتحدة في استخدام القوة العسكرية لحماية مصالحها الاستراتيجية في الشرق الأوسط وكان هذا للسيطره على  امدادات النفط.
اما الان فان هذا المفهوم يقترب من نهايته  بفضل ثلاثة تطورات كبيرة:      الأول هو ثورة الصخر الزيتي الأمريكي ، التي حولت البلاد إلى أكبر منتج مشترك للنفط والغاز في العالم و بعد عقود من تراجع الإنتاج منذ السبعينيات ، تنتج أمريكا الآن نفطًا يصل الى 10 ملايين برميل يوميًا حيث إنه يجعل البلاد أقل اعتماداً على النفط المستورد . ويمكن أن يقلل ذلك من حاجة البلد إلى إنفاق الدم والثروة لحماية طرق الإمداد من الشرق الأوسط. وقد أضافت وفرة من النفط والغاز إلى الأسواق العالمية التي أفادت المستهلكين في مجال الطاقة في كل مكان ,والثاني     يخص الصين حيث حققت في السنوات القليلة الماضية تقدمًا مذهلاً في تعديل طلبها على الفحم والنفط ، مما أدى إلى إبطاء الارتفاع في استهلاك الكهرباء ، ونشر الغاز والطاقة المتجددة ، وانخفاض نمو انبعاثات ثاني أكسيد الكربون. فهي لا تزال أكبر مستورد للوقود الأحفوري في العالم ، ولكن تجربتها مع الهواء الملوث والضباب الدخاني و الإفراط في الاعتماد على النفط المستورد جعلها أكثر حرصًا على جني المزيد من الطاقه من الرياح وضوء الشمس. كما أن لديها أكثر خطط العالم طموحا للسيارات الكهربائية  وهذا يبين ان تحول الصين في مجال الطاقة بارزاً مثلما حدث في أمريكا.يلعب هذان التطوران دورا مهما في التاثير  للاتجاه الثالث على المدى الطويل وهو  ( الحاجة إلى إنشاء نظام للطاقة منخفض الكربون لمحاربة تغير المناخ) وهو توجه دابت بلدان العالم شاءت ام ابت الى تطبيقه . ومع ذلك ، فإن اتفاقيات الامم المتحده ابتداء من كيوتو 1997 الى باريس لعام 2015 وتوابعه في مراكش 2016 وبون 2017، لا تزال تحتاج الى وقت كبير قبل أن يتسنى وقف ظاهرة الاحتباس الحراري. ولتحقيق ذلك ، ستستثمر تريليونات الدولارات في طاقة الرياح والطاقة الشمسية والبطاريات وشبكات الكهرباء ومجموعة من مصادر الطاقة النظيفة التجريبية.
لقد أطلق هذا التحول المزعوم للطاقة على سباق عالمي لأفضل التقنيات وأثار المخاوف بشأن الوصول إلى المواد الاوليه النادرة والمعادن الحيوية اللازمة لصنع الأجهزة الضرورية وهذا يعني "إننا نتحرك من عالم حيث تكون قيمة الطاقة مضمنة في المورد إلى حيث التكنولوجيا هي المورد".

انتقال الطاقه 

ان انتقال الطاقة من وجهة نظر أمريكا ، والاتحاد الأوروبي والصين بالإضافة إلى سلاطين انتاج البترول مثل روسيا والمملكة العربية السعودية تحتاج الى توضيح من حيث من هو الرابح ومن هو الخاسر . وسوف يتضح بأن أمريكا معرضة لخطر الازاحه من الزعامه التكنلوجيه للعالم اذا لم تمشي بالركب ومن الممكن التقرب من هذا التوجه الجديد باستخدام الغاز الطبيعي والطاقة المتجددة لخفض الانبعاثات ، وتعزيز التكنولوجيا النظيفة والمساعدة في إطلاق اتفاقية باريس. ونلاحظ ان الصين تلتحق بسرعة اما المملكة العربية السعودية وروسيا هي في خطر واضح ولاحظنا توجه المملكه العربيه السعوديه الاخير .
لقد قدمت السنوات القليلة الماضية من الاعتماد الأمريكي المتزايد على الذات وضبط النفس الصيني لمحة عن الآثار المترتبة على السياسة الخارجية لنظام الطاقة الجديد. بالنسبة لأمريكا ، إن ثورة الصخر ساعدت في تخفيف توقعات التراجع الأمريكي ، وجعلت من السهل فرض عقوبات على الخصوم ، وساعدت في خلق سوق عالمي للغاز لتخفيف القيود الروسية على أوكرانيا ، وخفض التوترات بشأن سعي الصين للحصول على موارد الطاقة.
وعليه فانه ستكون التأثيرات للانتقال الأوسع للطاقة أكثر تعقيدًا. عندما تم في شهر كانون الثاني / يناير الماضي إنشاء لجنة عالمية لدراسة الجغرافيا السياسية للطاقة النظيفة تحت رعاية الوكالة الدولية للطاقة المتجددةIRENA  ومقرها أبوظبي ، كان الأمل الأساسي هو أن هذا التطور سيجعل العالم "أكثر سلماً واستقراراً ومملاً"(هدوء). . أبطال الطاقة النظيفة يعتقدون أن الممل جيد !! وعلى عكس الهيدروكربونات فإن الطاقة المتجددة قد تكون متاحة في أي مكان تقريبًا. يمكن أن تؤدي الجهود التعاونية لوقف الاحتباس الحراري إلى تطوير المصادر المفتوحة وتقاسم التكنولوجيا. ومع ازدياد انتشار توليد الطاقة (من الأمثلة على ذلك ألمانيا والصين) ، قد تصبح المناطق أكثر اكتفاءًا ذاتيًا في مجال الطاقة ، وهي عملية تسمى " ديمقراطية في مجال الطاقة". في إفريقيا وفي أماكن أخرى ، يمكن أن يؤدي تعزيز الوصول إلى الطاقة ، عبر الشبكات الصغيرة وألواح الطاقة الشمسية على الأسطح ، إلى الحد من فقر الطاقة حتى مع ارتفاع عدد سكان العالم.
ان لامركزية إمدادات الطاقة تعزز قوة المناطق.و يمنح المجتمعات طاقه فوق طاقتها
 ولكن فيما يخص الاقتصادات التي تعتمد على النفط سيكون اكبر الخاسرين  أولئك الذين ينعمون باحتياطيات وافرة من الوقود الأحفوري وأولئك الذين يراهنون على النفط لفترة طويلة دون إصلاح .

الخلاصه 


يبدو من المحتم أن تتطور الجغرافيا السياسية للطاقة إلى مسابقة لمعرفة اي دولة من الممكن ان تنتج اكبر كميه من الطاقه الخاصه بها  ، ولديها أفضل تكنولوجيا حيث إننا نسير نحو الطاقة المتجددة  في طريق لا رجعة فيه وان أولئك الذين لا يتبنون التحول في مجال الطاقة النظيفة سيكونون خاسرين في المستقبل".
حدد الاتحاد الأوروبي لنفسه هدفًا واضحًا لإلغاء وإزالة جميع الطاقة التقليديه بحلول عام 2050 ، ولديه هياكل سوقية مناسبة. وهذا يضع بلدانه في موقف قوي. كما تلتزم الصين بحزم بتزويدها بالطاقة النظيفة وتفاخر بعض أصحاب المشاريع الكبيره في مجال التكنولوجيا النظيفة. وان أمريكا ، من جانبها ، اخترعت الكثير من تكنولوجيا الطاقة النظيفة  وقد فتحت ثورة الصخر إمدادات هائلة محتملة من الغاز الطبيعي التي يمكن أن تولد الكهرباء بشكل أكثر نظافة بكثير من الفحم ، وتعمل كجسر لمستقبل أقل تلوث كربوني. مع وجود خلاف سياسي حول هذا الموضوع وحتما ستكون الغلبه للانظف !! .

انخفاض مخاطر الاستثمار في الطاقات المتجددة

  انخفاض مخاطر الاستثمار في الطاقات المتجددة   المهندس حيدر حرز يوسف عضو مجلس ادارة المجلس العربي للطاقة المستدامة    ARABCSE #حيدر_حرز_يوسف...