تلوث الهواء .. القاتل الخفي

يفتك بالملايين بصمت 

ذلك القاتل الظاهر الخفي انه ( تلوث الهواء ) ومهما كتبنا وتناولناه باسهاب وحاولنا معالجته فانه يبقى الوجه السيء والمقيت للتكنولوجيا مع كل ما تحمله من مظهر انساني وخدمي وترفيهي لانسان العصر الحديث  وهو نتاج ثانوي لزيادة التحضر والتصنيع. ومع ذلك، فإنه له تاريخ طويل ومتطور مع التحولات الاقتصاديه والتكنولوجيه والسياسيه ونحاول هنا بيان هذا الوجه من باب كشف الحقائق التي قد تكون مطموسه من جهات معينه وندرس حقيقة هذهالانبعاثات من التاريخ حتى اليوم، وبيان تاثيرها الصحي واحصائيات الوفيات، والمخاطر الناجمة عن تلوث الهواء، ومناقشة بعض الارتباطات والمحددات الرئيسية التلوث و آثاره.

تلوث الاماكن المغلقه وتاثيراتها 

يعد تلوث الهواء في الأماكن المغلقة إلى حد بعيد أكبر مشكلة بيئية في العالم. وفي كل عام، يموت اكثر من اربعة ملايين  4.3) مليون شخص ) حسب بيانات منظمة الصحه العالميه بسبب التعرض لتلوث الهواء المنزلي الناجم عن الحريق الداخلي وغالبيتهم من النساء والأطفال الصغار  و الذي يساوي 45  مره لعدد الوفيات السنوية العالمية الناجمة عن الكوارث الطبيعية  95000)  شخص ) وأكثر من ضعف عدد الأشخاص الذين يموتون بسبب الإيدز (1.5 مليون في عام 2013).

ووفقا لمنظمة الصحة العالمية هذه الوفيات تعزى إلى الأمراض التالية:

12% بسبب الالتهاب الرئوي

34% من السكتة الدماغية

26% من امراض القلب

22% من مرض الانسداد الرئوي المزمن

6% من سرطان الرئة.

ويبين الرسم البياني التالي أن العالم يحرز تقدما في هذا الاتجاه. وفي عام 1980، كان ثلثا سكان العالم تقريبا يستخدمون الوقود الصلب لطهيهم و بعد 30 عاما  انخفض إلى 41% ، ويظهر الرسم البياني أيضا أن المشكلة مرتبطة بالفقر ففي أوروبا الغنية وأمريكا الشمالية تكون الحصة أقل بكثير مما هي عليه في بقية العالم؛ وفي البلدان المرتفعة الدخل في العالم فإن استخدام الوقود الصلب هو تماما شيء من الماضي.

إن استخدام الوقود الصلب آخذ في الانخفاض في جميع مناطق العالم وعلى سبيل المثال فان التطور السريع في جنوب شرق آسيا مثير للإعجاب بشكل خاص حيث وهبطت هذه النسبة من 95%  الى 61%.

مكونات الهواء الملوث

ثاني اوكسيد الكبريت (SO2)،

ثاني أكسيد الكربون (CO2)

أكاسيد النيتروجين (NOx)

الأوزون (O3)

الجسيمات (الجسيمات المعلقة الصغيرة ذات الأحجام المختلفة)،

أول أكسيد الكربون (CO)

المركبات العضوية المتطايرة 

وسنناقش اهمها الان وهو اكاسيد الكبريت والكربون 

التلوث بواسطة اكاسيد الكبريت

 ان تقديرات انبعاثات ثاني أكسيد الكبريتSO2 ) ) في السجل التاريخي استنادا إلى إنتاج الوقود الأحفوري ونواتج المعالجة الصناعية؛ فإن بيانات إنتاج الطاقة هذه موجودة على الصعيد الوطني بالنسبة لمعظم البلدان التي يعود تاريخها إلى عام 1850. وهذا هو الحد التاريخي لتوافر المعلومات الكمية للانبعاثات على المستويين العالمي والوطني.

ويشكل التصنيع نقطة تحول رئيسية في حجم انبعاثات ثاني أكسيد الكبريت نتيجة للحرق على نطاق واسع للوقود المحتوي على الكبريت والانتاج الصناعي. ويعرض التصور أدناه إجمالي الانبعاثات السنوية العالمية لثاني أكسيد الكبريت حسب المنطقة العالمية، التي تمتد من 1850 إلى 2010. يمكننا أيضا عرض انبعاثات ثاني أكسيد الكبريت للفرد الواحد حسب البلد، ونلاحظ ان أوروبا أول من شهدت ارتفاعا سريعا في تلوث الكبريت، تليها أمريكا الشمالية في منتصف القرن التاسع عشر. وبفضل الطلب المتزايد على الطاقة في التصنيع، استمرت الانبعاثات في أوروبا وأمريكا الشمالية في النمو خلال القرن التاسع عشر والعشرين.

ولكن بعد ذلك وصلت الزيادة في الانبعاثات إلى نهايتها. في أمريكا الشمالية بلغت انبعاثات ثاني أكسيد الكبريت ذروتها في عام 1970، في أوروبا في عام 1980، وفي أمريكا الجنوبية بعد عقد من الزمن. ومنذ ذلك الحين، كانت الانبعاثات تتجه نحو الانخفاض في هذه المناطق. وفي بداية القرن الحادي والعشرين، كانت الانبعاثات في أمريكا الشمالية عند مستوى أدنى مما كانت عليه في أي وقت في القرن العشرين..

وباستثناء اليابان، بدأ التصنيع في أمريكا اللاتينية وآسيا وأفريقيا في وقت لاحق. وقد تأخر ارتفاع انبعاثات ثاني أكسيد الكبريت في بقية العالم حتى القرن العشرين. وثاني اوكسيد الكبريت منتج ثانوي للطاقة والإنتاج الصناعي، يرتبط ارتباطا وثيقا بالازدهار كانت انبعاثات الفرد من آسيا وأفريقيا،لا تزال قليلة بالنسبة لأوروبا وأمريكا الشمالية. ويعني هيمنة أوروبا وأمريكا الشمالية في إجمالي الانبعاثات العالمية أن انبعاثات ثاني أكسيد الكبريت في العالم بلغت ذروتها في الثمانينيات، على الرغم من الزيادة المستمرة في القارات الأخرى.

واليوم، تنقسم الاتجاهات الإقليمية: تستمر انبعاثات ثاني أكسيد الكبريت السنوية في أوروبا والأمريكتين في الانخفاض، في حين تتزايد الانبعاثات في آسيا وأفريقيا.

انبعاثات غاز ثاني اوكسيد الكربون

ثاني أكسيد الكربون وهوالغاز الضروري لاستمرار الحياة حيث ان النباتات تحتاجه في عملية التركيب الضوئي وصنع الغذاء. وهو موجود في الغلاف الجوي للأرض في تركيزات صغيرة نسبيا حوالي 0.0003%  ولكنها حيوية للحفاظ على الحياة. ويعرف ثاني اوكسيد الكربون أيضا باسم الغاز الدفيئ - الغاز الذي يمتص ويبعث الإشعاع الحراري، مما يخلق " الاحتباس الحراري". إلى جانب الغازات الدفيئة الأخرى، مثل أكسيد النيتروز والميثان، فإن ثاني أكسيد الكربون مهم في الحفاظ على درجة حرارة قابلة للسكن للكوكب: فإذا لم يكن هناك على الإطلاق غازات الدفيئة، فإن كوكبنا سيكون ببساطة باردا جدا. وقد قدر أنه بدون هذه الغازات، يكون متوسط ​​درجة حرارة سطح الأرض حوالي -18 درجة مئوية (18 درجه مئويه تحت الصفر).

ولكن منذ الثورة الصناعية، أدى استهلاك الوقود الأحفوري القائم على الطاقة إلى زيادة سريعة في انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، مما أدى إلى تعطيل دورة الكربون العالمية ويؤدي إلى تأثير الاحترار الكوكبي. قد يكون من الصعب ملاحظة ارتفاع متوسط ​​درجات الحرارة، ولكن العواقب واسعة النطاق وخطيرة. مع الاحتباس الحراري وزيادة الطاقة المخزنة في الغلاف الجوي، يمكننا أن نتوقع تواتر أكبر من الظواهر الجوية المتطرفة: الفيضانات، والجفاف، وموجات الحرارة الصيفية شديدة، والعواصف أكثر عنفا. وفي الوقت نفسه، فإن ذوبان الصفائح الجليدية والأنهار الجليدية، جنبا إلى جنب مع توسع مياه البحر يؤدي الى ارتفاع منسوب مياه البحر و قد يعني تسارع معدلات الانقراض السريعة بالفعل. وبالنسبة للبشرية، يمكن أن تنشأ عواقب في شكل انقطاع في شبكات المياه وإنتاج الأغذية، وانتشار الأمراض المعديه، والتشريد، والنزاع. ومن الجدير بالملاحظة أن البلدان الأكثر فقرا بسبب موقعها الجغرافي وقلة مواردها، ستكون بالفعل - بل هي بالفعل - تتأثر بشكل كبير بتغير المناخ. وفي ضوء هذه الحقائق، حددت الأطراف الأعضاء في الأمم المتحدة هدفا يتمثل في الحد من متوسط ارتفاع درجة الحراره الى درجتين مئويتين فوق درجات حرارة ما قبل الثورة الصناعية.

التسلسل الزمني لزيادة تراكيز CO2 عالميا

انبعاثات CO2 حسب المواقع الجغرافيه من 1751 ولغاية 2015

معدل الوفيات لكل 100,000 شخص بسبب التلوث عالميا في ال 25 سنه الاخيره.

واخيرا ادخلوا هذا الموقع لمعرفة مقدار انبعاث CO2 الان مباشرة 

موقع يبين مقدار انبعاث غاز CO2 مباشر (هنا)