Haydar Haydar |
الرابح والخاسر في ثورة الطاقات المتجدده
المهندس
حيدر حرز يوسف
مهندس استشاري في مجال الطاقه
engineerhaydar01@gmail.com
في نظرة مستقبلية واقعية ممكن ان نتوصل الى ان اهم انواع الوقود الاحفوري الذي تستند عليه الحضاره حاليا وهوالنفط والغاز ممكن ان يكونان قابلان للانهيار وفي اي لحظه وهما اصلا غير متاحين
في كل مكان وهذا يثير الشعور لدى الدول المستهلكة أن شح النفط يجعلها أكثر عرضة للخطر ومنذ الحظر النفطي العربي في عام 1973 تم تطبيق سياسات غربيه اكثر صرامه مثل "مبدأ كارتر" التي
أعلنها الرئيس الامريكي انذاك جيمي كارتر آنذاك في عام 1980 ، والتي أكدت حق الولايات المتحدة في استخدام القوة
العسكرية لحماية مصالحها الاستراتيجية في الشرق الأوسط وكان هذا للسيطره على امدادات النفط.
اما الان فان هذا المفهوم يقترب من نهايته بفضل ثلاثة تطورات كبيرة: الأول هو ثورة الصخر الزيتي الأمريكي ، التي حولت البلاد إلى أكبر منتج مشترك للنفط والغاز في العالم و بعد عقود من تراجع الإنتاج منذ السبعينيات ، تنتج أمريكا الآن نفطًا يصل الى 10 ملايين برميل يوميًا حيث إنه يجعل البلاد أقل اعتماداً على النفط المستورد . ويمكن أن يقلل ذلك من حاجة البلد إلى إنفاق الدم والثروة لحماية طرق الإمداد من الشرق الأوسط. وقد أضافت وفرة من النفط والغاز إلى الأسواق العالمية التي أفادت المستهلكين في مجال الطاقة في كل مكان ,والثاني يخص الصين حيث حققت في السنوات القليلة الماضية تقدمًا مذهلاً في تعديل طلبها على الفحم والنفط ، مما أدى إلى إبطاء الارتفاع في استهلاك الكهرباء ، ونشر الغاز والطاقة المتجددة ، وانخفاض نمو انبعاثات ثاني أكسيد الكربون. فهي لا تزال أكبر مستورد للوقود الأحفوري في العالم ، ولكن تجربتها مع الهواء الملوث والضباب الدخاني و الإفراط في الاعتماد على النفط المستورد جعلها أكثر حرصًا على جني المزيد من الطاقه من الرياح وضوء الشمس. كما أن لديها أكثر خطط العالم طموحا للسيارات الكهربائية وهذا يبين ان تحول الصين في مجال الطاقة بارزاً مثلما حدث في أمريكا.يلعب هذان التطوران دورا مهما في التاثير للاتجاه الثالث على المدى الطويل وهو ( الحاجة إلى إنشاء نظام للطاقة منخفض الكربون لمحاربة تغير المناخ) وهو توجه دابت بلدان العالم شاءت ام ابت الى تطبيقه . ومع ذلك ، فإن اتفاقيات الامم المتحده ابتداء من كيوتو 1997 الى باريس لعام 2015 وتوابعه في مراكش 2016 وبون 2017، لا تزال تحتاج الى وقت كبير قبل أن يتسنى وقف ظاهرة الاحتباس الحراري. ولتحقيق ذلك ، ستستثمر تريليونات الدولارات في طاقة الرياح والطاقة الشمسية والبطاريات وشبكات الكهرباء ومجموعة من مصادر الطاقة النظيفة التجريبية.
اما الان فان هذا المفهوم يقترب من نهايته بفضل ثلاثة تطورات كبيرة: الأول هو ثورة الصخر الزيتي الأمريكي ، التي حولت البلاد إلى أكبر منتج مشترك للنفط والغاز في العالم و بعد عقود من تراجع الإنتاج منذ السبعينيات ، تنتج أمريكا الآن نفطًا يصل الى 10 ملايين برميل يوميًا حيث إنه يجعل البلاد أقل اعتماداً على النفط المستورد . ويمكن أن يقلل ذلك من حاجة البلد إلى إنفاق الدم والثروة لحماية طرق الإمداد من الشرق الأوسط. وقد أضافت وفرة من النفط والغاز إلى الأسواق العالمية التي أفادت المستهلكين في مجال الطاقة في كل مكان ,والثاني يخص الصين حيث حققت في السنوات القليلة الماضية تقدمًا مذهلاً في تعديل طلبها على الفحم والنفط ، مما أدى إلى إبطاء الارتفاع في استهلاك الكهرباء ، ونشر الغاز والطاقة المتجددة ، وانخفاض نمو انبعاثات ثاني أكسيد الكربون. فهي لا تزال أكبر مستورد للوقود الأحفوري في العالم ، ولكن تجربتها مع الهواء الملوث والضباب الدخاني و الإفراط في الاعتماد على النفط المستورد جعلها أكثر حرصًا على جني المزيد من الطاقه من الرياح وضوء الشمس. كما أن لديها أكثر خطط العالم طموحا للسيارات الكهربائية وهذا يبين ان تحول الصين في مجال الطاقة بارزاً مثلما حدث في أمريكا.يلعب هذان التطوران دورا مهما في التاثير للاتجاه الثالث على المدى الطويل وهو ( الحاجة إلى إنشاء نظام للطاقة منخفض الكربون لمحاربة تغير المناخ) وهو توجه دابت بلدان العالم شاءت ام ابت الى تطبيقه . ومع ذلك ، فإن اتفاقيات الامم المتحده ابتداء من كيوتو 1997 الى باريس لعام 2015 وتوابعه في مراكش 2016 وبون 2017، لا تزال تحتاج الى وقت كبير قبل أن يتسنى وقف ظاهرة الاحتباس الحراري. ولتحقيق ذلك ، ستستثمر تريليونات الدولارات في طاقة الرياح والطاقة الشمسية والبطاريات وشبكات الكهرباء ومجموعة من مصادر الطاقة النظيفة التجريبية.
لقد أطلق هذا التحول
المزعوم للطاقة على سباق عالمي لأفضل التقنيات وأثار المخاوف بشأن الوصول إلى المواد
الاوليه النادرة والمعادن الحيوية اللازمة لصنع الأجهزة الضرورية وهذا يعني "إننا
نتحرك من عالم حيث تكون قيمة الطاقة مضمنة في المورد إلى حيث التكنولوجيا هي المورد".
انتقال الطاقه
ان انتقال الطاقة من وجهة نظر أمريكا ، والاتحاد الأوروبي
والصين بالإضافة إلى سلاطين انتاج البترول مثل روسيا والمملكة العربية السعودية تحتاج الى توضيح من حيث من هو الرابح ومن هو الخاسر . وسوف يتضح بأن أمريكا معرضة لخطر الازاحه
من الزعامه التكنلوجيه للعالم اذا لم تمشي بالركب ومن الممكن التقرب من هذا التوجه
الجديد باستخدام الغاز الطبيعي والطاقة المتجددة لخفض الانبعاثات ، وتعزيز التكنولوجيا
النظيفة والمساعدة في إطلاق اتفاقية باريس. ونلاحظ ان الصين تلتحق بسرعة اما المملكة
العربية السعودية وروسيا هي في خطر واضح ولاحظنا توجه المملكه العربيه السعوديه
الاخير .
لقد قدمت السنوات القليلة الماضية من الاعتماد الأمريكي المتزايد
على الذات وضبط النفس الصيني لمحة عن الآثار المترتبة على السياسة الخارجية لنظام الطاقة
الجديد. بالنسبة لأمريكا ، إن ثورة الصخر ساعدت في تخفيف توقعات التراجع الأمريكي ،
وجعلت من السهل فرض عقوبات على الخصوم ، وساعدت في خلق سوق عالمي للغاز لتخفيف القيود
الروسية على أوكرانيا ، وخفض التوترات بشأن سعي الصين للحصول على موارد الطاقة.
وعليه فانه ستكون
التأثيرات للانتقال الأوسع للطاقة أكثر تعقيدًا. عندما تم في شهر كانون الثاني / يناير
الماضي إنشاء لجنة عالمية لدراسة الجغرافيا السياسية للطاقة النظيفة تحت رعاية الوكالة
الدولية للطاقة المتجددةIRENA ومقرها أبوظبي ، كان الأمل الأساسي
هو أن هذا التطور سيجعل العالم "أكثر سلماً واستقراراً ومملاً"(هدوء). .
أبطال الطاقة النظيفة يعتقدون أن الممل جيد !! وعلى عكس الهيدروكربونات فإن الطاقة
المتجددة قد تكون متاحة في أي مكان تقريبًا. يمكن أن تؤدي الجهود التعاونية لوقف الاحتباس
الحراري إلى تطوير المصادر المفتوحة وتقاسم التكنولوجيا. ومع ازدياد انتشار توليد الطاقة
(من الأمثلة على ذلك ألمانيا والصين) ، قد تصبح المناطق أكثر اكتفاءًا ذاتيًا في مجال
الطاقة ، وهي عملية تسمى " ديمقراطية في مجال الطاقة". في إفريقيا وفي أماكن
أخرى ، يمكن أن يؤدي تعزيز الوصول إلى الطاقة ، عبر الشبكات الصغيرة وألواح الطاقة
الشمسية على الأسطح ، إلى الحد من فقر الطاقة حتى مع ارتفاع عدد سكان العالم.
ان لامركزية إمدادات
الطاقة تعزز قوة المناطق.و يمنح المجتمعات طاقه فوق طاقتها
ولكن فيما يخص الاقتصادات التي تعتمد على النفط
سيكون اكبر الخاسرين أولئك الذين ينعمون باحتياطيات
وافرة من الوقود الأحفوري وأولئك الذين يراهنون على النفط لفترة طويلة دون إصلاح .
الخلاصه
يبدو من المحتم أن تتطور الجغرافيا السياسية للطاقة إلى مسابقة
لمعرفة اي دولة من الممكن ان تنتج اكبر كميه من الطاقه الخاصه بها ، ولديها أفضل تكنولوجيا حيث إننا نسير نحو الطاقة المتجددة في طريق لا رجعة فيه وان أولئك الذين لا يتبنون التحول
في مجال الطاقة النظيفة سيكونون خاسرين في المستقبل".
حدد الاتحاد الأوروبي لنفسه هدفًا واضحًا لإلغاء وإزالة جميع
الطاقة التقليديه بحلول عام 2050 ، ولديه هياكل سوقية مناسبة. وهذا يضع بلدانه في موقف قوي. كما
تلتزم الصين بحزم بتزويدها بالطاقة النظيفة وتفاخر بعض أصحاب المشاريع الكبيره في مجال
التكنولوجيا النظيفة. وان أمريكا ، من جانبها ، اخترعت الكثير من تكنولوجيا الطاقة
النظيفة وقد فتحت ثورة الصخر إمدادات هائلة
محتملة من الغاز الطبيعي التي يمكن أن تولد الكهرباء بشكل أكثر نظافة بكثير من الفحم
، وتعمل كجسر لمستقبل أقل تلوث كربوني. مع وجود خلاف سياسي حول هذا الموضوع وحتما
ستكون الغلبه للانظف !! .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق