السبت، 11 أغسطس 2018

مدن بلا سيارات

                                        


                       مدن بلا سيارات

 

Haider Herez Yousif
engineerhaydar01@gmail.com
009647719550590

      


CITIES WITHOUT CARS

لاول وهله يبدو الموضوع وكانه عنوان رواية تراجيديه ابطالها في زمن مجهول بلا حضاره ولكن موضوعنا جزء من سقوط الحضاره بواسطة الحضاره.

وصف الكارثه 

يعد تلوث الهواء الآن رابع أكبر قاتل في العالم بعد التدخين وارتفاع ضغط الدم والنظام الغذائي حيث يساهم في أكثر من ستة ملايين حالة وفاة كل عام ،غالبية هذه في الدول الأفقر ومما يثير القلق أن نوعية الهواء قد تزداد سوءًا مع التوسع العمراني السريع حيث يعيش أكثر من نصف سكان العالم الآن في المدن وبحلول عام 2050 ، سيصل هذا إلى الثلثين ومع انتقال عدد أكبر من الناس من المناطق الريفية إلى المدن ، سيكون هناك المزيد من السيارات على الطرق ، والمزيد من الاختناقات المرورية المزدحمة بالقرب من المنازل وأماكن العمل ، ومساحة خضراء أقل.

النتيجه 

ويعاني سكان المدن بالفعل من الدخان والضباب اثناء تنقلاتهم اليومية ومن المثير للغضب أننا وصلنا إلى نقطة يكون فيها  اكثر صحة لبعض الأشخاص هو البقاء في الداخل وعدم ممارسة الرياضة  بدلاً من السير في الخارج واستنشاق الهواء الملوث.

لنكن غير تقليديين ونفكر بجرأه

وهنا نود ان نبين لماذا تريد الدول والقادة السياسيون والخبراء ومنظمات الحملات الحد من تلوث الهواء؟ والجواب هو تحسين صحة الناس ولكن يمكننا أن نكون أكثر جرأة من مجرد التخفيف من حدة هذه المشكلة عن طريق محاولة خفض تركيزات الجسيمات الملوثه للبيئه وانما هنالك فرصة مثيرة للذهاب إلى أبعد من ذلك ، وإعادة التفكير بشكل أساسي في طريقة عمل المدن حيث ان من المفارقات أن تلوث الهواء يمكن أن يحفزنا على الربط بين الصحة العامة والبنية التحتية ، وتغيير كيفية تصميم المدن في المستقبل . ومن الملاحظ إننا ننفق حاليًا الكثير من الوقت في التركيز على طرق تقليل الانبعاثات أو تطوير أنواع وقود أنظف وأكثر كفاءة و يطبق المشرعون الضرائب والرسوم أو يحظرون السيارات القديمة في المدن و تشهد صناعة السيارات الهجينة والكهربائية ازدهارًا والتي تعد أكثر ملاءمة للبيئة وبالطبع  تلعب هذه الحلول دورًا مهمًا في تنظيف هواءنا الحضري لكننا نفتقد فرصة كبيرة لاتخاذ نهج أكثر شمولاً لصحة ورفاه الناس الذين يعيشون في المدن.
على سبيل المثال ، ماذا لو أعدنا النظر في الغرض من شوارعنا، هل هي حقا فقط مرتعا للسيارات للتنقل من نقطه الى اخرى؟ أم هي ايضا مكان للسير والرياضه و حيث يلتقي الأطفال ويلتقي الجيران؟ وهنا تكمن الجرأه وغير تقليدية التفكير والتطبيق لا التنظير فقط وهو ازالة السيارات نهائيا ومنعها من السير بالطرقات داخل المدينه مع ايجاد البديل بالنقل الجماعي الصديق للبيئه ، وعند إزالة السيارات من المدن ، فأنت لا تخفض فقط الانبعاثات - هناك فوائد أخرى لا تعد ولا تحصى حيث درس الباحثون في لندن الآثار الصحية لخفض الانبعاثات بطريقتين مختلفتين ،الاولى سياسة تقودها التكنولوجيا وتفاصيلها المعروفه من مكافحه للتلوث، في حين روجت الثانية للسير وركوب الدراجات بدلاً من القيادة.وقد أدى كلا السيناريوهين إلى مستويات مماثلة من تحسين جودة الهواء لكن الطريقة التي شجعت الناس على المشي والرياضه (مع الاستغناء عن السيارات) كانت أكثر فائده 30 مرة ، بسبب التحسينات الصحية الناجمة عن زيادة النشاط البدني وتقليل نفث الكربون وتمت بحوث مماثلة في مدن أخرى توصلت إلى نفس الاستنتاجات.

ولكن للأسف...

المستويات الحالية لتلوث الهواء تجعل الناس محرومين من التمتع  والحصول على النشاط البدني المنتظم  حيث قارنت دراسة حديثة في لندن الآثار الصحية للنزهة في هايد بارك (الحديقه الوطنيه في لندن) مقارنة بشارع أكسفورد، ألغى تلوث الهواء السام بعض الفوائد التي حصلوا عليها من النشاط البدني الخفيف. وفي المدن الأكثر تلوثًا، ركوب الدراجات لأكثر من ساعة كل يوم يضر بك أكثر مما ينفعك.


رؤية مطابقه 


أعلنت بعض المدن خطط مستقبليه خالية من السيارات ،مثل ميلان وكوبنهاغن ومدريد وباريس وتخطط أوسلو لحظر جميع السيارات من وسط المدينة بشكل دائم بحلول عام 2019. وتقوم تشنغدو في الصين بتصميم منطقة سكنية جديدة يستطيع الناس فيها السير بسهولة في أي مكان  مما يقلل الحاجة إلى السيارات.
هذا يعني ان هنالك حس في تخطيط المدن يراعي الصحة العامة، ودعت النظريات الصحية الحضرية في منتصف خمسينيات القرن التاسع عشر إلى استراتيجيات تخطيط جديدة تضمنت مساحات خضراء أكثر ، وتهوية أفضل في الشوارع ، وزيادة في ضوء الشمس في المنازل ، لمكافحة وباء ذلك الوقت - الكوليرا والطاعون وهو تاريخ مشرف من ناحية بدايات الحفاظ على البيئه وبالفعل وضع هؤلاء الناس بصماتهم على مدنهم من خلال جهد واعي بالتخطيط لصحة أفضل. 

الخلاصه

نحن نأمل في القيام بخطوات مماثلة مرة أخرى باجتماع العلماء والباحثون من مجالات الطب والهندسة والأعمال وغيرها من التخصصات لتبادل الخبرات وإيجاد حلول لبعض من أكبر التحديات ، لدينا الفرصة مرة أخرى لتصميم مدننا لتحسين الصحة العامة، ليس لدي أدنى شك في أننا سنصل إلى هدفنا ، وأننا سوف نحقق هذه الرؤية الجديدة لنوعية الشوارع والأحياء السكنيه والتي هي مكان للناس، وليس فقط السيارات. لنبدأ الآن ،ونجني الفوائد؟ ..


المهندس / حيدر حرز يوسف
باحث في مجال الطاقه
والطاقات المتجدده ..
العراق .. 

هناك تعليق واحد:

  1. سلمت يداك استاذنا العزبز فعلا حلول عمليه و مفيدة

    ردحذف

انخفاض مخاطر الاستثمار في الطاقات المتجددة

  انخفاض مخاطر الاستثمار في الطاقات المتجددة   المهندس حيدر حرز يوسف عضو مجلس ادارة المجلس العربي للطاقة المستدامة    ARABCSE #حيدر_حرز_يوسف...