السبت، 7 مارس 2020

الغابات الاستوائية تفقد قدرتها على امتصاص الكربون


























على غير عادتها وطبيعتها في امتصاص غاز ثاني اوكسيد الكربون من الهواء اصبحت الغابات الاستوائية تمتص كمية أقل من من هذا الغاز ، مما يقلل من قدرتها على أن تكون خط دفاعي لمنع انهيار المناخ.
ومن الممكن أن تتحول غابات الأمازون في أقرب وقت من العقد القادم إلى مصدر للكربون في الغلاف الجوي، بدلاً من ان تكون واحد من أكبر المستودعات الممتصة لهذا الغاز ، وذلك بسبب الأضرار الناجمة عن قطع الأشجار والمصالح الزراعية وآثار أزمة المناخ، واذا حدث ذلك ، فمن المحتمل أن يصبح الانهيار المناخي أشد بكثير في آثاره ، وسيتعين على العالم تقليص أنشطة إنتاج الكربون بشكل أسرع لمواجهة فقدان أحواض ومستودعات الكربون.












على مدار العقود الثلاثة الماضية ، انخفضت كمية الكربون التي تمتصها الغابات الاستوائية في العالم ، وفقًا لما ذكرته دراسة بريطانية أجريت من قرابة 100 مؤسسة علمية، إن هذه الغابات تمتص الآن كمية أقل من الكربون بنسبة الثلث مقارنة بما كان عليه الحال في تسعينيات القرن الماضي ، وذلك بسبب آثار ارتفاع درجات الحرارة والجفاف وإزالة الغابات و من المرجح أن يستمر هذا الاتجاه السيء حيث تتعرض الغابات لخطر متزايد من جراء تغير المناخ والاستغلال البشع وقد تصبح الغابات الاستوائية النموذجية مصدرًا للكربون بحلول عام 2060 .
لقد كان البشر محظوظين حتى الآن ، حيث أن الغابات الاستوائية تخلصهم من الكثير من التلوث ، لكن لا يمكنها الاستمرار في القيام بذلك إلى أجل غير مسمى ونحتاج إلى الحد من انبعاثات الوقود الأحفوري قبل بدء دورة الكربون العالمية بالعمل ضدنا.
في محادثات المناخ للأمم المتحدة هذا العام ، والمعروفة باسم Cop26 والتي ستعقد في غلاسكو في نوفمبر ، من المتوقع أن تتقدم العديد من البلدان بخطط للوصول إلى صافي انبعاثات صفرية بحلول منتصف القرن. لكن بعض الدول الغنية والعديد من الشركات تخطط لخفض انبعاثاتها عن طريق التعويض ، وغالبًا ما يتم ذلك عن طريق الحفاظ على غابة جديدة أو إعادة زرعها أو نموها.
 أن الاعتماد على الغابات المدارية من غير المرجح أن يكون كافياً لموازنة الانبعاثات الواسعة النطاق وأن كل دولة وكل قطاع يحتاج إلى الوصول إلى انبعاثات صفرية ، مع ضرورة إزالة أي كمية صغيرة من الانبعاثات المتبقية من الجو ، إن استخدام الغابات كبديل معوض هو إلى حد كبير أداة تسويقية للشركات لمحاولة الاستمرار في العمل كالمعتاد ليس الا.


















بلغ معدل امتصاص الكربون من الجو بواسطة الغابات الاستوائية ذروته في تسعينيات القرن الماضي عندما تم إزالة حوالي 46 مليار طن من الهواء ، أي ما يعادل حوالي 17 ٪ من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون من الأنشطة البشرية ولكن بحلول العقد الماضي هبطت هذه الكمية إلى حوالي 25 مليار طن  أو 6 ٪ فقط من الانبعاثات العالمية.
ظل علماء المناخ يخشون منذ فترة طويلة وجود "نقاط تحول" في نظام المناخ ، الذي سيحكم على العالم بتسخين عالمي جامح عندما يتحقق وهناك العديد من الاثار المرتدة المعروفة مثل  ذوبان جليد القطب الشمالي بسبب امتصاص مزيدًا من الحرارة ، مما يؤدي إلى مزيد من الذوبان.
ان الاثار المرتدة تمتلك القدرة على تسريع أزمة المناخ اكبر مما تشير إليه التوقعات، إذا بدأت الغابات تصبح مصادر للكربون بدلاً من امتصاصه ، فستكون ردود فعل قوية تؤدي إلى ارتفاع درجات الحرارة بدرجة أكبر يصعب إيقافها حيث
تفقد الغابات قدرتها على امتصاص الكربون عندما تموت الأشجار وتجف من الجفاف وارتفاع درجات الحرارة ، وكذلك فقدان مساحة الغابات من قطع الأشجار والحرق وأشكال الاستغلال الأخرى وهي جميعها تمثل عامل رئيسي في فقدان أحواض ومستودعات الكربون الكربون هذه.
ان هذا التحليل يقدم دليلاً على أنه إلى جانب معدلات إزالة الغابات المستمرة ، فإن معدل امتصاص الكربون في الغابات المدارية يمكن أن يهدده أيضًا زيادة معدل وفيات الأشجار تحت تغير المناخ ، لأن قدرة الغابات المدارية على التقاط انبعاثات الكربون البشرية المنشأ يمكن أن تتضرر بشدة.
وفي دراسة نُشرت في مجلة Nature قبل ايام تتبعت  300000 ثلاثمائة الف شجرة على مدى 30 عامًا لتوفير أول دليل واسع النطاق على انخفاض امتصاص الكربون من جانب الغابات الاستوائية في العالم حيث جمع الباحثون بيانات من شبكتين بحثيتين كبيرتين لرصد الغابات في إفريقيا والأمازون ، بالإضافة إلى السنوات التي قضوها في السفر إلى مواقع الحقول البعيدة ، بما في ذلك قضاء أسبوع في زورق محفور للوصول إلى متنزه سالونجا الوطني في جمهورية الكونغو واستخدموا المسامير المصنوعة من الألومنيوم لوضع علامات على الأشجار الفردية وقياس القطر وتقدير ارتفاع كل شجرة في 565 قطعة من الغابات  والعودة كل بضع سنوات لتكرار هذه العملية. وقد مكنهم ذلك من حساب الكربون المخزن في الأشجار التي نجت وتلك التي ماتت. وجدوا أن حوض الأمازون بدأ يضعف أولاً ، لكن الغابات الأفريقية افضل حالا حيث تتعرض غابات الأمازون لدرجات حرارة أعلى ، وزيادات أسرع في درجات الحرارة ، وحالات جفاف أكثر تواتراً وشدة  من الغابات الأفريقية.
وتشير التوقعات ان غابة الأمازون ستتحول إلى مصدر للكربون في منتصف الثلاثينيات من القرن العشرين على أساس ملاحظاتهم ونموذج إحصائي واتجاهات في الانبعاثات ودرجة الحرارة وهطول الأمطار للتنبؤ بالتغيرات في كيفية تخزين الغابات للكربون حتى عام 2040.
وقال دوغ بار ، كبير العلماء في غرينبيس في المملكة المتحدة ، إنه يتعين على الحكومات أن تلتفت إلى العلم وأن تلتزم التزاما قويا بخفض غازات الدفيئة في قمة Cop26 ، والموافقة على تدابير لحماية الغابات واستعادتها. "لسنوات  تلقينا تحذيرات علمية حول نقاط التحول في نظام الأرض ، وقد تم تجاهلها إلى حد كبير من قبل صناع القرار والسياسة ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

انخفاض مخاطر الاستثمار في الطاقات المتجددة

  انخفاض مخاطر الاستثمار في الطاقات المتجددة   المهندس حيدر حرز يوسف عضو مجلس ادارة المجلس العربي للطاقة المستدامة    ARABCSE #حيدر_حرز_يوسف...