استراتيجية امن الطاقه
Energy Security
ماهو المقصود بأمن الطاقه ؟
وكالة
الطاقه الدوليه International Energy Agency
منظمة دولية
مستقلة تسعى لتأمين إمدادات مصادر الطاقة بأسعار تكون في المتناول لفائدة الدول
الأعضاء، وتركز عملها على أربعة مجالات رئيسية، هي: أمن الطاقة، والتنمية
الاقتصادية، والتوعية البيئية، والعلاقات مع الدول غير الأعضاء (خاصة المنتجين
والمستهلكين الكبار للطاقة). تم انشاؤها بعد ازمة
النفط 1974 ومقرها بالعاصمة الفرنسية باريس. وكان الهدف الأساسي
وراء إحداثها هو تنسيق جهود الدول الأعضاء الرامي إلى مواجهة الاضطرابات التي
تعرفها السوق الدولية للنفط والمخاطر المتعلقة بإمداداتها من هذه المادة الحيوية
وما يزال هذا الهدف يمثل جانبا رئيسيا من جوانب عمل الوكالة، إلا أن نطاق عملها قد
توسع مع التطور الذي شهدته مع مرور السنين. وتحتل الوكالة الدولية للطاقة موقعا
متميزا في الحوار العالمي بشأن قضايا الطاقة، وتعمل على توفير الإحصائيات
والتحليلات الموثوقة لمختلف الفاعلين والمهتمين بالسوق العالمية للطاقة.
تعمل وكالة الطاقة
الدولية على تحقيق الأهداف الآتية
·
الحفاظ على نظم التعامل مع الاضطرابات التي تعرفها الإمدادات
النفطية.
·
تعزيز سياسات الطاقة في سياق عالمي، من خلال العلاقات
التعاونية مع الدول غير الأعضاء، والمؤسسات الصناعية والمنظمات الدولية.
·
تفعيل نظام معلوماتي دائم حول سوق
النفط الدولية، وتحسين إمدادات الطاقة في العالم وبِنْيَة الطلب، عبر تطوير مصادر
بديلة للطاقة وزيادة كفاءة استخدام الطاقة.
·
تعزيز التعاون الدولي في مجال تكنولوجيا الطاقة، والمساعدة في
تحقيق التكامل بين السياسات البيئية والطاقة.
النفط الصخري واحتمالية لعب دور بارز في تغيير خارطة مصادر الطاقه ..
صنّف النفط الصخري من بين المصادر غير التقليدية للنفط والغاز كون إنتاجه لا يتمّ بتقنية حفر الآبار الشائعة بل بطرق أكثر تعقيدًا. ويعتبر النفط الصخري من مصادر الطاقة الواعدة ذات النموّ السريع والجدوى الاقتصاديّة وتشير التوقعات إلى توسّع حصّة هذا النوع من النفط في السوق العالمي خلال العشرين سنة القادمه و في حال تحقّق ذلك، فإنّ الأمر سيشكّل ثورة حقيقيّة في الأسواق العالميّة، من خلال تأمين مصدر طويل الأجل، بكلفةٍ معقولةٍ للعديد من البلدان . لكنّ الاستثمار في استخراج النفط الصخري ليس بالبساطة التي يبدو عليها، حيث يوجد عامل أساس في العمليّة، يتمثّل بضرورة الانتباه إلى مقدار الطاقة الممكن استخراجه من النفط، مقابل الطاقة المصروفة لاستخراجه ومعالجته، بحيث تبقى الجدوى الاقتصاديّة للعمليّة معقولة. يتمّ استخراج النفط الصخري بواسطة المعالجة بالهيدروجين أو التحليل الحراري للمادة النفطية الموجودة في نوعٍ محدّد من الصخور، بهدف إنتاج نفط سائل أو غازي، يمكن تنقيته ليصبح معادلًا للنفط السائل التقليدي أو الغاز الطبيعي. وتبدأ العمليّة من خلال استخراج الصخور النفطيّة من المناجم، حيث يتمّ كسرها وطحنها، قبل معالجتها بواسطة منشآت وتجهيزات تركّب في موقع الاستخراج أو في مواقع أخرى. يتمّ بعدها مزج الصخور المطحونة مع مركّبات كيميائيّة وتعريضها لحرارة عالية. تختلف طريقة المعالجة النهائيّة من موقعٍ إلى آخر وفق النوع المنوي إنتاجه. وتتراوح معدّلات إنتاج النفط الصخري ما بين 4.5% و13% من وزن الصخور المستخرجة، وذلك حسب طبيعتها ونوع العمليّة المستخدمة في التنقية والتكرير. وقد أدّى ارتفاع الأسعار العالميّة للنفط في الفتره الماضيه إلى رفع أسهم النفط الصخري من حيث كلفة الاستخراج والتكرير العالية نسبيًا، والتي كانت أعلى بكثيرٍ من كلفة شراء النفط من الأسواق العالميّة بالأسعار الرائجة سابقًا بحيث أصبح استخراجه، مع التكنولوجيا الجديدة لتصفيته، مربحًا من الناحيتين الاقتصاديّة والجيوسياسيّة.تقتضي الإشارة إلى الدرجة العالية من المركّبات الكيميائيّة الملوّثة في النفط الصخري. فالكبريت والآزوت الكامنان فيه بنسب عاليةٍ يلوّثان الهواء، كما تتفاعل هذه المواد ومادة الحديد الممكن وجودها أيضًا ضمنه مع المذيبات المستعملة في الإنتاج والنقل. تزيد هذه العوامل من كلفة معالجته وتشكّل عامل ضغطٍ للحدّ من استعماله.
إنتاج النفط الصخري في الولايات المتّحدة الأميركيّة، وفق مكتب إدارة معلومات الطاقة الأميركيّة، من المتوقّع أن يصل إلى حوالى 1.2 مليون برميل يوميًا بحلول العام 2035. لكنّ توقّعات أخرى تشير إلى وصول الإنتاج إلى حوالى 3 أو 4 ملايين برميل يوميًا. وقد أدّى تزايد إنتاج الولايات المتّحدة الأميركيّة من النفط السائل والغاز من النفط الصخري، إلى ارتفاع إنتاج النفط الخام لديها . أمّا خارج الولايات المتّحدة، فما يزال استثمار هذا المصدر الجديد في بداياته، مع تسجيل استثمارات جديدة في هذا المجال في كلّ من الأرجنتين، الصين وروسيا . ومع تشجيع الحكومات على الاستثمار، بدأ الإعلان عن اكتشاف احتياطاتٍ جديدةٍ كبيرة في كلّ من كولومبيا، أستراليا، نيوزيلندا، الصين، اليابان وروسيا والاردن. لكنّه، وبعد الهبوط الأخير لأسعار النفط اعتبارًا من منتصف العام 2014، بسبب العرض الفائض في سوق النفط والانكماش الذي أصاب الاقتصاد الصيني، أصبحت التوقعات أكثر حذرًا بسبب الكلفة العالية لهذا النفط مقارنة بالنفط السائل. لكن مستويات إنتاج النفط المذكور لم تتأثّر كثيرًا بسبب المرونة التي يبديها المستثمرون الأميركيون بسبب استعمالهم تقنيات متطوّرة، ذات إنتاجيّة متزايدة مع الوقت، إضافة إلى أنّها لا تتطلّب استثمارات كبيرة وطويلة المدى، كما يمكن استثمارها بسرعة كبيرة قياسًا إلى حجم الاستثمارات والمدة الزمنية الضرورية للاستثمار والإنتاج في مجال النفط السائل.
النتائج التحليليه والخلاصه :
إن حصة الوقود الأحفوري في العقود المقبلة ستنخفض كنسبةٍ مئوية،
لكنها ستزداد من حيث القيمة المطلقة، فالطلب على الطاقة ما زال ينمو، بخاصة في
البلدان غير الأعضاء في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (الدول الصناعيه
الكبرى). أما في دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، فمن المتوقع أن تكون حوافز
السياسة ذات أهمية متزايدة في توجيه مزيج الطاقة، بينما في البلدان خارج هذه
المنظمة ستكون الدوافع الاقتصادية قد لا تزال هي التي تحدد مزيج الوقود.
سيفقد الوقود الأحفوري حصته في السوق، ولكن سيحدث ذلك تدريجياً فقط.
وستكون تفضيلات السياسة القوة الدافعة وراء خيار التحول إلى الأنواع الأنظف من
الوقود الأحفوري في العديد من البلدان، كما رأينا في الاتحاد الأوروبي، وكذلك في
الولايات المتحدة. وربما يكون الغاز الطبيعي خياراً أنظف من الفحم من حيث انبعاثات
الكربون، إلا أن المجتمع البيئي نادرًما يقيّمه بشكلٍ مختلف عن أنواع الوقود
الأحفوري الأخرى.
لسياسة المناخ تأثير على مزيج الطاقة وعلى السياسات، و من أجل تحقيق
النمو، لا بد
من معالجة القضايا البيئية، وأخذت دول منطقة الشرق الأوسط وشمال
افريقيا تدرك تدريجياً الخطر الذي تشكله سياسة المناخ على اقتصاداتها القائمة على
النفط والغاز، وهو خطرٌ مستقبلي كبير. فاحتجاز الكربون وتخزينه يمثل تقنية رئيسية
بالنسبة لهذه الدول، لكن هذه التقنية لم تلق الاهتمام الكافي، مقارنة بما أعطي من
اهتاممٍ للطاقة المتجددة. وفي الوقت نفسه، يُعتبر التغيير المناخي تهديداً مضاعفاً
يُضاف إلى عدم الاستقرارالجيوسياسي – بسبب الجفاف والتصحرٍ والمنافسة على المياه
العذبة وارتفاعٍ في مستوى سطح البحر، وغيرها من الأمور.
يتم تطوير مصادر وقود بديلة في مناطق مختلفة من العالم. ومنطقة الشرق
الأوسط وشمال افريقيا لديها امكانات كبيرة للطاقة المتجددة، وتحاول بعض الدول
الاستفادة من هذهالإمكانية. تحاول دول أخرى الاستفادة من إمكاناتها من النفط
والغازغيرالتقليدية، مستلهمة من التطورات في الولايات المتحدة. ويُتوقع أن تستغرق
كل هذه التطورات وقتاً طويلاً، وذلك نظراً للعوائق الهيكلية، والتكاليف المرتفعة،
والجغرافيا والجيولوجيا الفريدة من نوعها في كل بلدٍ على حدة.
لقد انخفضت تكاليف الطاقة المتجددة، لا سيما الطاقة الشمسية، في
منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا بشكلٍ كبير خلال السنوات المنصرمه وفي المقابل،
بدأ الغاز الطبيعي يصبح أكثر تكلفة وبعد هذا القول، فمن المهم أن نلاحظ أن الطاقة
الشمسية وعلى الرغم من أن تكلفتها أصبحت تنافسية، فإنها لا تزال غير قادرة لوحدها
عىل دعم شبكة توزيع الطاقة اي مزيج الطاقه الاقتصادي الذكي هو من سيكون سيد الموقف .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق